الأستاذ محمد كوكطاش: هدوء النفس في العبادة
يسلط الأستاذ محمد كوكطاش الضوء على صعوبة الطمأنينة في العبادة وسط معاناة الآخرين وهموم النفس، ويؤكد أن جوهر العبادة الحقيقي يكمن في السلام الداخلي والتوازن بين الواجب الأخلاقي والروحاني.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
ليس من السهل أبدًا الوصول إلى الطمأنينة في العبادة حينما تكون الأرواح مثقلة بالهموم والانكسارات المعنوية. ما يُثقل قلب المسلم ويُعكر صفوه ليس مجرد الظروف المحيطة، بل الشعور بالقصور عن أداء واجباته تجاه الآخرين، خصوصًا تجاه المسلمين المقهورين والمحتاجين، هذه الواجبات التي فُرضت علينا من الله، تجعلنا نشعر بالذنب أمامه، وهو شعور صادق ومنطقي.
نجد أنفسنا في تناقض حاد: من جهة أطفال يعانون من الجوع والبرد والظروف القاسية، ومن جهة أخرى، نحن نحاول أن نتقرب إلى الله في دفء بيوتنا، نصلي ونتلو القرآن ونسعى للبركة، ربنا يرى الطرفين معًا، هم ونحن، وهذا الوعي يجعل جزءًا كبيرًا من الطمأنينة الروحية التي يجب أن تمنحها العبادة يغيب عن قلوبنا.
إذا كنا أمة نبيٍ كان يختصر صلاته عند بكاء طفل، فلا غرابة أن تتأثر عبادتنا بمثل هذه المآسي الإنسانية، ومع دخول الشهور المباركة، نرغب في أن تكون عباداتنا صافية، صلواتنا أكثر خشوعًا، وصيامنا وصدقاتنا وقراءاتنا للقرآن أكثر عمقًا، لكننا نحاول ذلك ونحن نحمل نفوسًا مثقلة ومعنويات مهزوزة.
لقد حاول العدو الصهيوني طوال السنوات الماضية أن يعكر فرحة المسلمين في رمضان والعيد، وحتى خصص هذه الأيام لإيذاء النفسية والمعنوية للأمة، ومع استمرار هذه المرحلة الصعبة، تنهار المعنويات، ويصعب علينا إدراك كيف يمكن أن نعيش هذه الأيام المباركة بروح هادئة ومطمئنة.
الإحساس بالضعف والعجز أمام المأساة، وتصريحات المسؤولين التي توحي بقدرتهم على الفعل مع استمرارية المعاناة، يقوضان روح العبادة ويعكران صفوها.
وهنا تتجلى الحقيقة: الطمأنينة في العبادة لا تُقاس فقط بحركة الجسد أو الالتزام بالطقوس، بل تتعلق بالسلام الداخلي والقدرة على الموازنة بين الواجب الأخلاقي والالتزام الروحي، بين الألم الشخصي وألم الآخرين.
نسأل الله أن يرفع عنا هذا الظلام، وأن يمنحنا القوة لنحافظ على روح العبادة وسط المحن، فنستعيد الطمأنينة ونعيش رحمة الله وعنايته كما تستحق قلوبنا. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يسلط الأستاذ حسن ساباز الضوء على غزة المحاصرة حيث يواصل الاحتلال جرائم الإبادة وسط صمت الأطراف الضامنة، في ظل شتاء قاسٍ يفتك بالأطفال والنساء، ويؤكد أن حماس تصر على موقفها الثابت، رافضة نزع السلاح أو منح أي قوة خارجية صلاحيات تنفيذية، محافظَةً على كرامة شعبها وسط الحرب المستمرة.
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن الفتح الحقيقي لا يبدأ بالقوة العسكرية، بل بفتح القلوب وبناء الوعي، كما حدث في فتح المدينة الذي مهّد لفتح مكة، ويشير إلى أن واقع المسلمين اليوم يفرض فتوحات قائمة على الدعوة والأخلاق وبناء الإنسان، مع بقاء الجهاد والدفاع عن الأوطان واجبًا لا يسقط.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن مواجهة الانحراف والجريمة لا تتحقق بالحلول الأمنية وحدها، بل تبدأ من إصلاح الإعلام وتجفيف منابع الفساد الثقافي والفكري، ويشدد على أن الشاشة النظيفة ضرورة حضارية أساسية لبناء وعي سليم ومجتمع متماسك يحمي قيمه ومستقبله.